أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، في كلمة له بمناسبة مرور 25 عاما على تولي سلطاته الدستورية، أن وصايا والده الحسين وكلماته عندما حمّله أمانة المسؤولية، لاتزال في ضميره ووجدانه، ترشدنه في خدمة الأردن.
وقال جلالته في الكلمة، "تعلمنا من الحسين ومن الأجيال التي آمنت بهذا الحمى وأخلصت له، أن للأردن مكانته ودوره واحترامه في العالم، وعلى العهد سرنا معكم ليبقى الأردن في المقدمة دوما، صوتا للحق مهما كان الثمن، وسندا أمينا لأشقائه وأمته، يقدم فوق طاقاته دون منّةٍ، فأردن الخير والنور لا يخذل أهله".
وشدد على أن الأردن "سيبقى مع أشقائنا في فلسطين، نبذل كل طاقاتنا من أجل وقف العدوان وإنهاء الاحتلال، ونعمل بوضوح وتصميم ليحصلوا على حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني. وعلى العهد سنبقى معهم سندا قويا وعونا أمينا".
وتاليا نص الكلمة كاملة
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلي وعزوتي أبناء وبنات الأردن العظيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قبل خمسة وعشرين عاما ودّعنا قائدا عظيما بنى الأردن بكل حكمة، وأرسى مسيرته في مراحل صعبة، كان همه أن يبقى الأردن عزيزا قويا بمؤسساته وبكل أبنائه وبناته، فكان له ما أراد.
رحم الله والدي الحسين، الذي رحل عنا مرتاح الضمير. نستذكره دوما بكل اعتزاز، قائدا وإنسانا وأخا وأبا لكل الأردنيين.
وبالنسبة لي أنا أخوكم عبدالله بن الحسين، لاتزال وصايا والدي وكلماته عندما حمّلني أمانة المسؤولية، في ضميري ووجداني، ترشدني في خدمة الأردن، وكنت طيلة هذه السنوات أبتغي رضا الله عز وجلّ، وأن يكون الحسين راضيا عني، فقد عاهدته أن أخدم هذا الشعب الكريم وأن أحمي هذا الوطن العزيز بشرف وأمانة.
وما رأيت نفسي يوما إلا خادما للوطن وواحدا منكم، فرحنا معا بالإنجاز، وكنا جسدا واحدا في أصعب الظروف.
إخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي،
تعلمنا من الحسين ومن الأجيال التي آمنت بهذا الحمى وأخلصت له، أن للأردن مكانته ودوره واحترامه في العالم، وعلى العهد سرنا معكم ليبقى الأردن في المقدمة دوما، صوتا للحق مهما كان الثمن، وسندا أمينا لأشقائه وأمته، يقدم فوق طاقاته دون منّةٍ، فأردن الخير والنور لا يخذل أهله.
ولكي يبقى الأردن قويا ونحمي مصالحنا الوطنية ونصون منجزاتنا التي بنيناها، سنبقى معا على عهدنا، بعزمنا وإصرارنا ووحدتنا، نتطلع دوما للمزيد من المنعة والازدهار، ومصلحة شعبنا ووطننا قبل أي شيء وفوق كل شيء.
وسنبقى مع أشقائنا في فلسطين، نبذل كل طاقاتنا من أجل وقف العدوان وإنهاء الاحتلال، ونعمل بوضوح وتصميم ليحصلوا على حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني. وعلى العهد سنبقى معهم سندا قويا وعونا أمينا.
على العهد واصلنا معا مسيرة بناء الأردن الحديث في مطلع القرن الحادي والعشرين، وعلى العهد مضينا على إرث الحسين وأجيال البناة والمؤسسين، وعلى العهد نمضي بعون الله بمسؤولية لخدمة أجيال الحاضر والمستقبل، نحو هدف وطني نسير فيه بثقة وتصميم، للتحديث في مساراته الثلاثة السياسية والاقتصادية والإدارية.
وكما علمني الحسين، فلا مسعى عندي إلا رضا الله وراحة الضمير، ورفعة شأن كل الأردنيين والأردنيات، وأن تبقى راية الوطن مرفوعة عالية، يحميها نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية بقلوبهم وأرواحهم، ويحملها الأردنيون بصادق عهدهم وعظيم إنجازهم، ليبقى الأردن أولا دائما وأبدا.
وعلى عهد الآباء ونهج بيتنا الهاشمي، يسير ولدي الحسين، ابنا وفيا وأخا مخلصا لأهله، ملتزما بحب الوطن والانتماء إليه، حريصا على خدمة أردننا الغالي.
فيا أبناء الأردن وبناته يا وجوه الخير، أسلم على كل واحد منكم ونحن نستذكر بمناسبة اليوبيل ربع قرن مضى من الإنجاز الذي تحقق بفضل جهودكم وهو لكل واحد منكم.
وبإذن الله نواصل معكم حمل الأمانة، فأنتم أهل العزم ومن أرض العزم، ومنكم تأتي العزائم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".